إن الطمع فقر وإن اليأس غنى

بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح.

vendredi 28 avril 2017

مفهوم العمل الجماعي

Poem screen shotلقد ارتبط مفهوم العمل الجماعي لدى بعض الناس أنه العمل الذي يتعلق بتكوين الأحزاب والجماعات الإسلامية، وهذا ليس مقصودنا البتة، وإنما القصد بالعمل الجماعي: هو الأسلوب الذي يعمل بروح الفريق الواحد، أو الأسرة الواحدة، وهو ما تنادي به الإدارة الحديثة اليوم، من أجل تطوير العمل في شتى مجالاته، وتحقيق التقدم للمجتمعات، والأمم. إن الإسلام بحمد الله تعالى قبل أكثر من أربعة عشر قرناً نادى بمفهوم العمل الجماعي بشكل عام، وشامل، وفي كافة المستويات من أدناها إلى أعلاها، وأكد عليه، قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[1]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل لَيُدْخِلُ بالسَّهْم الواحد ثلاثة نَفَر الجنَّةَ: صانِعَه يَحْتَسِبُ في عمله الخيرَ، والرَّاميَ به، والمُمِدَّ به".[2] وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يد الله مع الجماعة "[3]، وعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك أصابعه ".[4]، وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ".[5] إن التوجيهات الشرعية التي تحث على العمل الجماعي كثيرة جداً في القرآن الكريم، والسنة النبوية المشرفة، وتطبيقاتها العملية واضحة في الكثير من مواضع السيرة النبوية، على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تسليم، كبناء مسجده صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وحفر الخندق في غزوة الأحزاب، بل إن شعائر الإسلام، لو تأملتها لوجدتها قائمة على التعاون، والعمل الجماعي، وفي مقدمتها أعظم شعيرة، وهي: الصلاة. إن العمل الجماعي يحصل مـن خلاله الخير، والبركة مـن الله تعالى، لأن: " يد الله مع الجماعة "، وإذا كان الله سبحانه وتعالى مع الجماعة، فهذه معية خاصة يحصل بها كل أنواع الخير والبركات، من: تآلف القلوب، ومساعدة الآخرين، وتوحيد الجهود، وتوحيد الكلمة، وإثراء العمل، وتطويره، وتنميته، شريطة الالتزام بالأخلاق، والقيم الإسلامية السامية، من: إخلاص، وأمانة، وصدق، وإتقان. إن العمل الجماعي، وبروح الفريق الواحد من أساسيات النجاح، والتقدم في مجالات الحياة كلها، ذلك لأن الفردية غالباً ما تغرس روح الأنانية، وحب الذات، وحب الظهور على الآخرين، وفوائدها، ونتائجها محدودة، بل إن لها سلبيات، في مقدمتها: الحرص على تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة، وقد عَرفت الدول المتقدمة مدى أهمية العمل الجماعي، وتأثيره الإيجابي في رفع الإنتاجية، والابتكار، والاختراع، والتطور، فأصبح سمة من سمات عمل المنظمات والشركات لديها. وقد عزا المختصون في الإدارة بأن كثيراً من الاختراعات الحديثة، والإبداعات، والمبتكرات اليوم يرجع الفضل فيها لله تعالى أولاً، ثم لأسلوب العمل الجماعي، فعلى سبيل المثال: الكمبيوتر ابتكار جماعي، والأقمار الصناعية عمل جماعي، ومحطات ومراكب الفضاء عمل جماعي، بل يقال: إن العمل الجماعي الآن يتجه نحو العالمية من خلال التعاون الدولي لتطوير بعض الأعمال للاستفادة من الخبرات المشتركة بين الدول. وإذا تأملت سر تطور اليابان فتجد أن أسلوب العمل الجماعي سمة بارزة فيه، فلما سُئل (دوكو) أبو الاقتصاد الياباني عن عبقرية الشعب الياباني، قال: إن المصانع ليست إلا أسرة، إنها حياة العائلة الواحدة، بكل ما في كلمة العائلة من معنى ريفي قديم، فالمصنع عائلة مرتبطة تماماً، وعمال المصنع قد ولدوا ليموتوا في داخله، وإذا ترك الواحد منهم هذا المصنع، فإنه لن يذهب مطلقاً إلى مصنع منافس، وإذا حاول أحد عمال هذه المصانع، أن يذهب إلى مصنع منافس، فان المصنع لا يقبله لأن العائلات أسرار، والعائلات اليابانية تتنافس، ولكنها لا تتصارع، إنما تتفوق على المصانع الأوروبية، والأمريكية، من أجل رفاهية وعظم الشعب الياباني كله[6]. كلمات في غاية الجمال والروعة، والكلمة الحكمة ضالة المؤمن، وسوف أشير إلى أهم محاورها التي مجتمعاتنا الإسلامية بحاجة ماسة لها، وهي: المحور الأول: احترام العمل الجماعي. المحور الثاني: التنافس الشريف بين المصانع، وليس التصارع. المحور الثالث: الحرص على التفوق لمنافسة الدول المتقدمة الأوربية والأمريكية. المحور الرابع: الحب والتفاني العظيم لبلادهم ورفاهية شعبهم. فهل عرفت - أخي المسلم - سر تقدم اليابان وتطوره ورقيه؟ إن كثيراً من المجتمعات الإسلامية بعدم انتهاج أسلوب العمل الجماعي سيطرت عليها الفردية، والأنانية، والتي هي من معوقات التطور، والرقي المأمول، على العكس من المجتمعات المتقدمة التي اعتبرت أسلوب العمل الجماعي، أسلوب حياة في شتى المناحي: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية، ولا نبالغ إذا قلنا إن أسلوب العمل الجماعي يتم غرسه، وتعزيزه، في كافة مراحل التعليم، وخصوصاً التعليم العام من خلال أساليب، ووسائل التعلم المتنوعة لديهم. إن الإشكالية التي تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم، هي: صعوبة أن يتم تغيير ما تم ترسيخه واستقر في الأذهان من أسلوب العمل الفردي، إلى أسلوب العمل الجماعي بين عشية وضحاها، ذلك لأن هذا المفهوم الجديد في تطبيقه يحتاج إلى تآلف القلوب، والتجانس بين الأفراد، وتبادل الثقة، والاحترام بينهم، فلا شك أن هذه عملية ليست سهلة تحتاج إلى وقت، وجهد كبيرين، ولكن مع صدق النيات، ووجود العزائم، والإصرار تهون المصاعب مهما بلغت. وفي الحقيقة أنه لم يعد هناك مجالٌ للنقاش، على أن العمل الجماعي خير وأولى من العمل الفردي للرقي بالأمة، وربما هناك من يقول: إن العمل الجماعي يذوب فيه تميز المتميزين، وإبداع المبدعين، وأقول: هذه نظرة ضيقة جداً، ومفهوم قاصر، غرسه أسلوب العمل الفردي من سنين طويلة، وحينئذ لا بد أن نرقى بأنفسنا، وتكون آمالنا وطموحاتنا أبعد من ذواتنا إذا أردنا أن نتطور ونرقى بمجتمعاتنا وأمتنا.
لقد ارتبط مفهوم العمل الجماعي لدى بعض الناس أنه العمل الذي يتعلق بتكوين الأحزاب والجماعات الإسلامية، وهذا ليس مقصودنا البتة، وإنما القصد بالعمل الجماعي: هو الأسلوب الذي يعمل بروح الفريق الواحد، أو الأسرة الواحدة، وهو ما تنادي به الإدارة الحديثة اليوم، من أجل تطوير العمل في شتى مجالاته، وتحقيق التقدم للمجتمعات، والأمم. إن الإسلام بحمد الله تعالى قبل أكثر من أربعة عشر قرناً نادى بمفهوم العمل الجماعي بشكل عام، وشامل، وفي كافة المستويات من أدناها إلى أعلاها، وأكد عليه، قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[1]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل لَيُدْخِلُ بالسَّهْم الواحد ثلاثة نَفَر الجنَّةَ: صانِعَه يَحْتَسِبُ في عمله الخيرَ، والرَّاميَ به، والمُمِدَّ به".[2] وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يد الله مع الجماعة "[3]، وعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك أصابعه ".[4]، وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ".[5] إن التوجيهات الشرعية التي تحث على العمل الجماعي كثيرة جداً في القرآن الكريم، والسنة النبوية المشرفة، وتطبيقاتها العملية واضحة في الكثير من مواضع السيرة النبوية، على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تسليم، كبناء مسجده صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وحفر الخندق في غزوة الأحزاب، بل إن شعائر الإسلام، لو تأملتها لوجدتها قائمة على التعاون، والعمل الجماعي، وفي مقدمتها أعظم شعيرة، وهي: الصلاة. إن العمل الجماعي يحصل مـن خلاله الخير، والبركة مـن الله تعالى، لأن: " يد الله مع الجماعة "، وإذا كان الله سبحانه وتعالى مع الجماعة، فهذه معية خاصة يحصل بها كل أنواع الخير والبركات، من: تآلف القلوب، ومساعدة الآخرين، وتوحيد الجهود، وتوحيد الكلمة، وإثراء العمل، وتطويره، وتنميته، شريطة الالتزام بالأخلاق، والقيم الإسلامية السامية، من: إخلاص، وأمانة، وصدق، وإتقان. إن العمل الجماعي، وبروح الفريق الواحد من أساسيات النجاح، والتقدم في مجالات الحياة كلها، ذلك لأن الفردية غالباً ما تغرس روح الأنانية، وحب الذات، وحب الظهور على الآخرين، وفوائدها، ونتائجها محدودة، بل إن لها سلبيات، في مقدمتها: الحرص على تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة، وقد عَرفت الدول المتقدمة مدى أهمية العمل الجماعي، وتأثيره الإيجابي في رفع الإنتاجية، والابتكار، والاختراع، والتطور، فأصبح سمة من سمات عمل المنظمات والشركات لديها. وقد عزا المختصون في الإدارة بأن كثيراً من الاختراعات الحديثة، والإبداعات، والمبتكرات اليوم يرجع الفضل فيها لله تعالى أولاً، ثم لأسلوب العمل الجماعي، فعلى سبيل المثال: الكمبيوتر ابتكار جماعي، والأقمار الصناعية عمل جماعي، ومحطات ومراكب الفضاء عمل جماعي، بل يقال: إن العمل الجماعي الآن يتجه نحو العالمية من خلال التعاون الدولي لتطوير بعض الأعمال للاستفادة من الخبرات المشتركة بين الدول. وإذا تأملت سر تطور اليابان فتجد أن أسلوب العمل الجماعي سمة بارزة فيه، فلما سُئل (دوكو) أبو الاقتصاد الياباني عن عبقرية الشعب الياباني، قال: إن المصانع ليست إلا أسرة، إنها حياة العائلة الواحدة، بكل ما في كلمة العائلة من معنى ريفي قديم، فالمصنع عائلة مرتبطة تماماً، وعمال المصنع قد ولدوا ليموتوا في داخله، وإذا ترك الواحد منهم هذا المصنع، فإنه لن يذهب مطلقاً إلى مصنع منافس، وإذا حاول أحد عمال هذه المصانع، أن يذهب إلى مصنع منافس، فان المصنع لا يقبله لأن العائلات أسرار، والعائلات اليابانية تتنافس، ولكنها لا تتصارع، إنما تتفوق على المصانع الأوروبية، والأمريكية، من أجل رفاهية وعظم الشعب الياباني كله[6]. كلمات في غاية الجمال والروعة، والكلمة الحكمة ضالة المؤمن، وسوف أشير إلى أهم محاورها التي مجتمعاتنا الإسلامية بحاجة ماسة لها، وهي: المحور الأول: احترام العمل الجماعي. المحور الثاني: التنافس الشريف بين المصانع، وليس التصارع. المحور الثالث: الحرص على التفوق لمنافسة الدول المتقدمة الأوربية والأمريكية. المحور الرابع: الحب والتفاني العظيم لبلادهم ورفاهية شعبهم. فهل عرفت - أخي المسلم - سر تقدم اليابان وتطوره ورقيه؟ إن كثيراً من المجتمعات الإسلامية بعدم انتهاج أسلوب العمل الجماعي سيطرت عليها الفردية، والأنانية، والتي هي من معوقات التطور، والرقي المأمول، على العكس من المجتمعات المتقدمة التي اعتبرت أسلوب العمل الجماعي، أسلوب حياة في شتى المناحي: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية، ولا نبالغ إذا قلنا إن أسلوب العمل الجماعي يتم غرسه، وتعزيزه، في كافة مراحل التعليم، وخصوصاً التعليم العام من خلال أساليب، ووسائل التعلم المتنوعة لديهم. إن الإشكالية التي تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم، هي: صعوبة أن يتم تغيير ما تم ترسيخه واستقر في الأذهان من أسلوب العمل الفردي، إلى أسلوب العمل الجماعي بين عشية وضحاها، ذلك لأن هذا المفهوم الجديد في تطبيقه يحتاج إلى تآلف القلوب، والتجانس بين الأفراد، وتبادل الثقة، والاحترام بينهم، فلا شك أن هذه عملية ليست سهلة تحتاج إلى وقت، وجهد كبيرين، ولكن مع صدق النيات، ووجود العزائم، والإصرار تهون المصاعب مهما بلغت. وفي الحقيقة أنه لم يعد هناك مجالٌ للنقاش، على أن العمل الجماعي خير وأولى من العمل الفردي للرقي بالأمة، وربما هناك من يقول: إن العمل الجماعي يذوب فيه تميز المتميزين، وإبداع المبدعين، وأقول: هذه نظرة ضيقة جداً، ومفهوم قاصر، غرسه أسلوب العمل الفردي من سنين طويلة، وحينئذ لا بد أن نرقى بأنفسنا، وتكون آمالنا وطموحاتنا أبعد من ذواتنا إذا أردنا أن نتطور ونرقى بمجتمعاتنا وأمتنا.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/99387/#ixzz4fZzSMezX

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire